يومك الممدود

(إليكِ يا شرنقتي )

قاوم يا جناحي الصغير
قاوم ..
إضرب الهواء بعنف
حاول ..
إنتفض من تيهك ..
احملني بعيداً بعيداً ..
فأنا اعلم انك
ضئيل الحجم ،

! فريداً

..في عالم ٍ منتفخ

و اعلم أني لست إللا
حشرةً صغيرة

..والنور يغشي بصري

فعيناي إعتادتا النوم ،

و كذا إعتاده عمري

!

لذا قاوم

..ياجناحي الأثير

..فليس من يهتم بك

..أو بي

..و لا واحد في كل الأثير

..كلّهُمُ قد عافوني

..و عافوك

! ..ما عرفوني وما لحظوك

لا تهتم و لاتحزن

..ولا تحفل بهم

..شمر فقط عن قوتك

..القليلة

..فلا زال بعروقك الشفافة

!..بعض عصارة "حب"

..أو قاوم يا جناحي الصغير

!حارب من أجل المستقبل

..فأنا أطير بك وأنت تحملني ..
والريح تحملنا جميعاً ..
والريح خصماً مريعاً

!..عندما تبحر في وجهها

يا صغيري يا صغيري

..أيها المغروس بجسمي التوّاق

..ألا تعي أن ذبذباتك تلك التي توتّرك ،
ترجّني من الأعماق

..ولكنّي منذ مزقت شرنقتي

وأخذتك معي

..ما نسيت يوماً

..أني حياة ولِدَت من حياة

و أني لفي انتظارمملكتي

..فلن يحتويني سوي الحياة
التي تنبت من أحشائى
وأنت كذلك
لا بد وأنك تنتظر الأخبار
تأتيك بأنه حتماً
ستنبثق منك أجنحة

..شفافة كما أنتَ

..لها قلبٌ مثل ما لك

..ستحتويك يوماً

.تهفهف عليك

..و ترعاك

فقاوم يا صغيري المنير
لأجل أجنحتك

لأجل ذلك المستقبل

الذي رأيته لك منذ سنيناً مضت ....

!
لم يعترف بك كثيرون ، أليس كذلك ؟

هذا طبيعي

..فكل الحشرات الآن تسعى

..بالغريزة

، إلى أكلها ..
فلن يُعتَرَف بك إللاإذا

كنت أُكلاً ..
أو كنت خطراً

..نعم يا صغيري

..لم يعد كثيرون الآن يبتاعون ما قد تستطيع أن تقدم

..لم يعد كثيرون يهتمون بمسانداتك

، تعزياتك
هدهداتك ،

"حبك"
لذا قاوم يا لصيقي و طِر

..تحدى الهواء

سِر للأمام واعبر

..كل جيف الأحلام الملقاه

..كل سدود الملل المشيّده ..
طر هنا وهناك

..طِر واملأ قلبك الوردي
بالأماني الجدد..
فلن يجفف السقيع رطوبتك

ولن تحرق الشمس

طيف الألوان
بخلاياك ..
فالأفق الودود
مفروشةٌ به
امالك ..
و يومك الممدود
أمامك ..
يستحقان منك
حقاً أن ..تقاوم!!